لم أدع قاموساً على الشبكة العنكبوتية وفي المكتبات، إلّا وبحثت فيه عن ترجمة مصطلح: Fusion Cuisine أو Fusion Food. أقرب المرادفات لفيوجن كان: انصهار. فCultural Fusion يعني “إنصهار ثقافي” لذا كان بوسعي أن أقول المطبخ المنصهر أو المأكولات المنصهرة ولكن “مطبخ هجين” برأيي تعبّر أكثر عن الواقع لا بل وتمتصّ كلمة “إنصهار”.
ما هو المطبخ الهجين أو ال Fusion Cuisine ؟
يعرّف معجم ميريام ويبستر المطبخ الهجين على أنه طعام يتم تحضيره أو طهوه باستخدام تقنيات ومكوّنات مطبخين على الأقل أو أكثر، كأن تأخذ على سبيل المثال سلطة فرنسية وتضيف إلها البرغل أو مثلاً تعدّ كنافة بالشوكولا وأن تحشو الكرواسان بحشوة الكنافة (وهو آخر ما تذوقته مؤخراً).
باختصار ما من قواعد وما من حدود سوى مخيلتك وذوقك.
المطبخ الهجين عبر التاريخ
المصطلح حديث نسبياً ويعود لسبعينيات القرن العشرين في مقاطعة كاليفورنيا الأميركية وهو مستوحى من مصطلح ال Fusion Music (الذي سأتحدث عنه في تدوينة أخرى)، ليعود بعدها ويشهد رواجاً في التسعينيات وهجوماً منقطع النظير في أيامنا هذه.
ولكن الفكرة ليست بحديثة. لا بل على العكس، إذ أن عمر هذا المطبخ الهجين بعمر أول سفر أو تنقل قام به الإنسان واكتشف فيه انسان آخر وثقافة آخرى وبالطبع طبيعة ومناخ آخر وأكيد مكونات أخرى وفواكه مختلفة وأطباق غريبة
أي عندما بدأ ينفتخ العالم على بعضه
قد يعود ذلك للقرون الوسطى أو حتى قبل أيام الإغريق ،،،
وهكذا عرفت أوروبا البطاطا والبهارات عن طريق البحارة و من بينهم أحد أجدادي (لكثرتهم) الفينيقيين،
و لبنان بدوره احتضن عدة شعوب فعلى الأرجح حتى التبولة منتج هجين ناجم عن تزاوج حضارات وشعوب ببعضها.
وهكذا سلك الأرز دربه إلينا وصار مرافقاً لا نستغني عنه في أي وجبة
وها ان المطاعم في بيروت باتت تقدم التبولة بالكينوا عوضاً عن البرغل التقليدي
أين الوطن العربي أو اللغة العربية من المطبخ الهجين ؟
ذكرت في مقدمتي أنني عبثاً بحثت عن مرادف لFusion Cuisine
مع الأسف، لغتنا العربية تفتقر لكثير من المصطلحات
لن أغوص في الأسبب ففي حين قد شقت عبارة Fusion Cuisine طريقها الى أكبر المعاجم من ويبستر كما سبق وأشرت الى كولين وحتى لاروس، لا بل حتى مواقع الجامعات العريقة كبرنستون، ما زالت حتى الشبكة العنكبوتية العربية لم تخترع توصيفاً لهذا المطبخ الرائع والملون والشهي والذي ينمّ عن تضارب وتصالح في الوقت عينه أو في الطبق نفسه.
وفي الواقع أنّه ورغم أن أمهاتنا رب الإختراع في المطبخ وما من طاه في العالم يضاهي مهارتهن أمام الفرن، فما زالت مطاعم الوجبات الهجينة قليلة وروادها قلائل.
فقد وصل الغرب في أن يقدموا الأطباق الهجينة حتى على شكل الفاست فود في الشارع كالبيتزا تاكو ولبس فقط في المطاعم وعلى الموائد الفاخرة.
فإلى متى سنظل نرفض التغيير دون أن ندرك أنه حاصلُ لا محالة.
منذ فترة تذوقت سلطة البقلة مع الأفوكا والكنافة بالشوكولا و تبولة بالكينوا
أطباق تشهبني بفوضاها وتتوعها وتناقضها وتعدد طبقاتها،،،
أطعمة هي مثلي: هجينة
ملاحظة: معظم الروابط المدرجة في هذه التدوينة باللغتين الإنكليزية أم الفرنسية وذلك كما ذكرت سالفاً لتعذر و تعثري وتعسري في ايجاد مراجع بلغة الضاد
ملاحظة رقم 2: جميع الصور في التدوينة صادرة عن موقع فليكر ومنشورة تحت رخصة المشاع الإبداعي.